طه محمد أبو الليل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
طه محمد أبو الليل .. الجندي المجهول

مركز الدراسات التاريخية (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

النشأة


ولد أناس كثيرون ورحلوا وقليل منهم من ترك بصمات في من حوله واثر فيهم بحسن خلقه وعمله وتربيته الحسنة

ولد بنزلة بني مهدي عام 1923م حيث كان ابن عمدة القرية، والتحق بمراحل التعليم المختلفة. تزوج من السيدة تحية بشير وكانت من بيت عالم أزهري، كان والدها الحاج أحمد محبا للإخوان ومتعاطفا مع فكرتهم بالرغم انه لم يكن من الإخوان وكان يشد من أزرهم وقت المحن، حتى أن مشايخ الأزهر كان يهربون عندما يروا احد الإخوة خوفا من البوليس السياسي وبطشه إلا والدها، فكان الأستاذ طه يعجب من شجاعته؛

وظل الشيخ أحمد مناصرا لهم حتى عادت الجماعة إلى شرعيتها وعادت لها حقوقها، في هذا الأثناء تقدم الأستاذ طه لخطبة تحية ابنة الشيخ أحمد بشير، وتم الزواج في أغسطس عام 1951م، ورزقهم الله بفاطمة الزهراء في 10/ 8/ 1952م، ثم محمد في 20/ 9/ 1953م، ثم علاء في 4/ 3/ [[1954]]م حيث كانت حاملة فيه وقت حادث المنشية، ثم ياسر عام 1966م، ثم يمنى عام 1973م.

مع الإخوان

تعرف على جماعة الإخوان عن طريق صديقه الأستاذ محمد أحمد حسن، حيث يصف حاله فيقول:

«كنت شابا عزبا حديث التخريج، لا يجد ما يشغله سوى قراءة رواية الجيب، وكلما التقيت مع صديقي حسن كنت أسمع منه كلمات تجد مكانا في نفسي، فعزمت أن أذهب للشعبة فوجدت فيها الواعظ والمهندس والإسكافي والساعي والكاتب، فاسترعى انتباهي هذا التفاوت الوظيفي الاجتماعي بين الحاضرينP
وكانوا يتعاملون دون تكلف، فكان الساعي يقول لمديره يا أخ زهدي، والمدير يقول للفراش يا أخ محمد، وكان الحب والمودة تسودهم، ثم اصطحبني حسن لصالة البنج بونج حتى أذن المغرب فوقفت الحركة وسارع الجميع للصلاة، بعدها ظللت أواظب على الشعبة، كما كان يستلفت نظري شعار الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا، فظللت مواظبا حتى رشحت للجلوس في الأسرة الأولى، ودرست رسالة التعاليم فزاد فهمي للإسلام».

محنته

لم يكد يهنأ بزوجته وأبنائه حتى اندلعت ثورة 23 يوليو والتي أطاحت بالملك والفساد، بمعاونة الإخوان، غير أن الجميع لم يكن يدرك بأن شر مستطر قد أخفاه القدر فما كاد العسكر يسيطرون على البلاد حتى أغراهم الحكم ورفضوا العودة لأماكنهم في الجيش، وتمسكوا بالحكم وضربوا كل من وقف في وجه رغبتهم، وكان هذا غير ما اتفق عليه قبل الثورة حيث كان الاتفاق أن تعود الحياة النيابية والحكم المدني على أن يعود رجال الجيش إلى أماكنهم؛

إلا أن كل ذلك لم يتحقق ولذا اصطدمت رغبات رجال الثورة مع الإخوان، فكان لابد من إزاحة الإخوان عن الحياة السياسية، فكانت الضربة الأولى في يناير 1954م لقادة الإخوان ومرشدهم، غير أن القوى الشعبية كانت مازالت قوية فتحركت في مظاهرة مليونية أعادت محمد نجيب للحكم واضطرت النظام للإفراج عن الإخوانP

بل القيام بزيارة المرشد العام حيث توجه عبد الناصر وعبد الحكيم لزيارته بمنزله في المنيل، إلا أنه كان يحاك لخطة اشد تطيح بنجيب والإخوان معا، فكان حادث المنشية والذي وقع في 26/ 10/ 1954م حيث استطاع عبد الناصر أن يطيح بمحمد نجيب عن الحكم واعتقاله في فيلا زينب الوكيل، واعتقال الآلاف من الإخوان في سويعات وأثناء ما كان الخطاب لم ينته، مما يوحي بأن الحادث كان معد له.

في هذا الأثناء كان أحد إخوة الحاجة تحية (زوجته) قد غرق في النيل وظل ستة أيام في الماء، وأثناء العزاء اعتقل الحاج طه بعد الحادث وقدم للمحاكمة التي حكمت عليه بعشر سنوات سجن قضاها كلها في السجن.

حزن والدها من أهل البلدة لعدم إخباره بوفاة ولده فطلب نقله فنقل إلى حلوان ولم يشأ أن يترك ابنته وحدها فاصطحبها معه في المنزل رقم 42 بشارع رستم بحلوان وهو بجوار المنزل رقم 45 والذي كان يقطنه الشهيد سيد قطب وإخوته، وبالقدر كان يسكن فوقها إبراهيم فهمي أخو عبد العظيم فهمي والذي أصبحا وزيرا للداخلية فيما بعد.

علمت الحاجة تحية من زوجة إبراهيم فهمي أن منزل الشهيد سيد قطب يقع بجوارها فسارعت للتعرف عليهم فقالوا لها: إن الحاجة اعتماد مسئولة الأخوات في أسيوط أخبرتهم أن إحدى الأخوات سكنت بجوارهم، وحدث بينهم تقارب فكانت تذهب لتقضى الليل مع أمينة وحميدة، حتى أصبحت واحده منهن.

وأثناء ذلك وصلهم خطاب يخبرهم أن الزوج قد رحل إلى سجن قنا، ولم يجدوا ما يسافروا به لضعف راتب والدها مما اضطره إلى بيع قطعة الأرض التي كانت لدية، ثم وصلهم أن الزوج قد انتقل للواحات، وقال لها المحيطين بها أن السفر بعيد ومكلف وشاق غير أنها أصرت على السفر لرؤية زوجها فسافرت مع أبيها، ومن اللافت للنظر أن الأستاذ عبد الرازق هويدي مسئول الإخوان بحلوان كان يشترى لها حاجتها أثناء سفرها لزوجها.

كتب الزوج في محنته قصيدة للزوجة قائلا لها:

عزيزتى تحية
طلعتك البهية

وروحك الرضية

دانت لها البرية

وعطرك الفياح

يا زهرة الصباح

ونورك الوضاح

ضاءت يه البطاح

وصحبك الطهار

قد طفن بالسوار

يهمسن بالأسرار

أسرار من في الدار

أولادنا يا صاح

قد فازوا بالنجاح

والخير والفلاح

لبيتنا مفتاح

خرج بعد عشر سنوات بعد أن أمضى مدته كاملة غير انه اعتقل لمدة يومين قبل الاعتقال الأكبر والذي حدث فى أغسطس 1965م، حيث اعتقل أثناء زيارته هو وزوجته لبيت أبيها.

كما زاد من حزنه اعتقال عبد الناصر لزوجته الحاجة تحية والزج بها في سجن القناطر بتهمة التعاون مع الإخوان ومعرفة سيد قطب وإخوته.

حاول البوليس الضغط عليها لتطلق من زوجها وأخذوا يغرونها ويهددونها بشتى الطرق إلا أنها أبت طعن زوجها فى ظهره فكانت نعم الحامى لظهره، ولذا انشد زوجها لها قصيدة يقول لها فيها:

أيها المبعد عنا في المنافي
هل لهذا البعد يوما من نفاد

من لأطفالي ومن لي في حياتي

غير بر وحنان وأياد

يا شقيق الروح يا حلم حياتي

كيف تفدي؟ ذاك حلمي ومرادي

هذه الطفلة تبكي كل يوم

ونمادي يا لحظي فى الوداد

ومضت زوجي تناجينى أساها

كم تلاقي وتعامي لابتعادي

كل شيء كان سهلا في وجودي

عز عنها او دعاها للشداد

قات والدة تخبو من مآقينا

سراعا تحت فيض من وداد

أخت ودي كيف ترضون لحر

عاش يدعو الناس عمرا للرشاد

أن يبيع الحق طرا في زمان

أصبح الإسلام نهبا للأعادي

بهذه الأبيات صور الزوج الوضع الذي كانت تعيشه أسرته وأسر الإخوان من محنة الضغط النفسي والعصبي والمادي.

خروجه

خرج عام 1971م بعد أن توفى جمال عبد الناصر فلم يجد له عملا، غير أن عين الله كانت تحرسهم فما كاد الزوج يخرج حتى ساق الله له أحد الإخوة وهو المهندس سعيد الذي سأل الحاج عبد الرازق هويدي مسئول الإخوان المسلمين في حلوان ووالد الصحفي المشهور الأستاذ فهمي هويدي عن عروسة فأرشده إلى بنات الأستاذ طه أبو الليل؛

وكان هذا الأخ قد عمل في وزارة الإسكان بدولة الإمارات، ثم رئيس تحرير مجلة الإصلاح، ثم عمل في التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع، عمل الأخ على اصطحاب أسرة زوجته معه للإمارات ووجد لهم وأبنائهم أعمال.

ظل الحاج طه شغوف بدعوة الإخوان، فألف من أجلها عددا كثيرا من الكتب أخرجته دار التوزيع والنشر الإسلامية ومنها خطوات على طريق الدعوة.

وفاته

توفي الحاج طه أبو الليل بعد صراع مع المرض يوم الأحد 14 أكتوبر 2012م الموافق 28 ذو القعدة 1433م بدولة الإمارات حيث دفن فيها.

ولقد نعاه فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع كما نعاه المرشد العام السابق أ. محمد مهدي عاكف ووعاه كل الإخوان.

للمزيد

  1. حوار شخصي مع الحاجة تحية بشير يوم 25/ 5/2008م.
  2. طه محمد أبو الليل: خطوات على الطريق، دار التوزيع والنشر الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1424هـ الموافق 2003م، صـ (5: 7).
  3. حوار شخصي مع الأستاذ طه محمد أبو الليل يوم 25/ 5/ 2008م بمنزله في الحي السابع بمدينة نصر بالقاهرة.

إقرا أيضا

للمزيد عن حادثة المنشية ومحكمة الشعب

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

ترجمة لبعض المتهمون في القضية

.

تابع ترجمة لبعض المتهمون في القضية

أحداث في صور

وصلات فيديو

.

أقرأ-أيضًا.png
ملف الإخوان وجمال عبد الناصر